ولما ذكر عبّاده الخلص ذكر عُبّاد الشهوات فقال: ﴿والذين كفروا﴾ أي ستروا ما دلت عليه أدلة العقول أولاً والنقول ثانياً بشهوات النفوس ﴿أولياؤهم الطاغوت﴾ من شهواتهم وما أدت إليه من اتباع كل ما أطغى من الشياطين والعكوف على الأصنام وغير ذلك، ثم بين استيلاءهم عليهم بقوله: ﴿يخرجونهم﴾ وإسناده إلى ضمير الجمع يؤيد أن جمع الظلمات لكثرة أنواع الكفر ﴿من النور﴾ أي الفطرى ﴿إلى الظلمات﴾ قال الحرالي: وفيه بيان استواء جميع الخلق في حقيقة النور الأول إلى الروح المجندة إلى الفطرة المستوية «كل مولود يولد على الفطرة» انتهى.


الصفحة التالية
Icon