بأن بدنه لم يتغير ولا فني فناء حماره حيث لم يكن ثم نشره والله سبحانه وتعالى أعلم كما قال ﴿ثم إذا شاء أنشره﴾ [عبس: ٢٢]- انتهى.
ولما أحاط العلم بأن هذا العمل لأجل إيقانه على القدرة تشوفت النفس إلى ما حصل له بعد البعث فأجيبت بقوله تنبيهاً له ولكل سامع على ما في قصته من الخوارق: ﴿قال﴾ أي له الله سبحانه وتعالى أو من شاء ممن خطابه ناشىء عنه ﴿كم لبثت﴾ أي في رقدتك هذه ﴿قال﴾ لنظره إلى سلامة طعامه وشرابه ﴿لبثت يوماً﴾ ثم تغير ظنه بحسب الشمس أو غيرها فقال: ﴿أو بعض يوم﴾ وكأنه استعجل بهذا الجواب - كما هي عادة الإنسان - قبل النظر إلى حماره ﴿قال﴾ أي الذي خاطبه مضرباً عن جوابه بياناً لأنه غلط ظاهر ﴿بل لبثت مائة عام﴾ معبراً عن الحول بلفظ يدور على معنى السعة والامتداد والطول ودله على ذلك وعلى كمال القدرة بقوله: ﴿فانظر إلى طعامك وشرابك﴾ أي الذي كان معك لما رقدت وهو أسرع الأشياء فساداً تين وعصير ﴿لم يتسنه﴾ من السنة أي يتغير بمر السنين على طول مرورها وقوة تقلباتها وتأثيرها، ومعنى القراءة بهاء السكت أن الخبر بذلك أمر جازم مقنع لا مرية فيه ولا تردد أصلاً ﴿وانظر إلى﴾ ﴿حمارك﴾ بالياً رميماً، فجمع الله له سبحانه


الصفحة التالية
Icon