للاقتناع بدعوى اللسان دليلاً على الإيمان ﴿حتى يميز الخبيث من الطيب﴾ بأن يفضح المبطل وإن طال ستره بتكاليف شاقة وأحوال شيديدة، لا يصبر عليها إلا المخلص من العباد، المخلصون في الاعتقاد ﴿وما كان الله﴾ لاختصاصه بعلم الغيب ﴿ليطلعكم على الغيب﴾ أي وهو الذي لم يبرز إلى عالم الشهادة بوجه لتعلموا به الذي في قلوبهم مع احتمال أن يكون الرجوع للعلة التي ذكروها في الظاهر والقول لشدة الأسف على إخوانهم ﴿ولكن الله﴾ أي الذي له الأمر كله ﴿يجتبي﴾ أي يختار اختياراً بليغاً ﴿من رسله من يشاء﴾ أي فيخبر على ألسنتهم بما يريد من المغيبات كما أخبر أنهم برجوعهم للكفر أقرب منهم للإيمان، وأنهم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم. ولما تسبب عن هذا وجوب الإيمان به قال: ﴿فأمنوا بالله﴾ أي في عالم الغيب والشهادة، له الأسماء الحسنى ﴿ورسله﴾ في أنه أرسلهم وفي أنهم صادقون في كل ما يخبرون به عنه.
ولما كان التقدير: فإنكم إن لم تؤمنوا كان لكم ما تقدم من العذاب العظيم الأليم المهين، عطف عليه قوله: ﴿وإن تؤمنوا﴾ أي بالله