وإن اجتهد ﴿ولأدخلنهم﴾ أي بفضلي ﴿جنات تجري من تحتها الأنهار﴾ كما سبق به الوعد ﴿ثواباً﴾ وهو وإن كان على أعمالهم فهو فضل منه، وعظمه بقوله: ﴿من عند الله﴾ أي المنعوت بالأسماء الحسنى التي منها الكرم والرحمة لأن أعمالهم لا توازي أقل نعمه ﴿والله﴾ أي الذي له الجلال والإكرام، ونبه على عظمة المحدث عنه بالعندية فقال: ﴿عنده﴾ أي في خزائن ملكوته التي هي في غاية العظمة ﴿حسن الثواب *﴾ أي وهو ما لا شائبة كدر فيه، لأنه شامل القدرة بخلاف غيره.
ولما كانت هذه المواعدة آجلة، وكان نظرهم إلى ما فيه الكفار من عاجل السعة ربما أثر في بعض النفوس أثراً يقدح في الإيمان بالغيب الذي هو شرط قبول الإيمان؛ داواه سبحانه بأن تلا تبشير المجاهدين بإنذار الكفار المنافقين والمصارحين الذين أملى لهم بخذلانهم المؤمنين بالرجوع عن قتال أحد وغيره من أسباب الإملاء على وجه يصدق ما تقدم أول السورة من الوعد بأنهم سيغلبون، وأن أموالهم إنما هي صورة، لا حقائق لها، عطفاً لآخرها على أولها، وتأكيداً لاستجابة دعاء أوليائه آخر التي قبلها بقوله مخاطباً لأشرف عباده، والمراد من


الصفحة التالية
Icon