عطف عليه قوله: ﴿وأولئك﴾ أي البعداء البغضاء ﴿لهم عذاب عظيم *﴾ أي في الدار الآخرة بعد عذاب الدنيا باختلافهم منابذين لما من شأنه الجمع، والآية من الاحتباك: إثبات «المفلحون» أولاً يدل على «الخاسرون» ثانياً، والعذاب العظيم ثانياً يدل على النعيم المقيم أولاً.
ولما قدم ما لأهل الكتاب المقدمين على الكفر على علم يوم القيامة في قوله ﴿إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم﴾ [آل عمران: ٧٧] وختم تلك الآية بأنهم لهم عذاب أليم واستمر حتى ختم هذه الآية بأنه مع ذلك عظيم؛ بين ذلك اليوم بقوله - بادئاً بما هو أنكى لهم من تنعيم أضدادهم -: ﴿يوم تبيض وجوه﴾ أي بما لها من المآثر الحسنة ﴿وتسود وجوه﴾ بما عليها من الجرائر السيئة ﴿فأما الذين اسودت وجوههم﴾


الصفحة التالية
Icon