حالة المعاينة ﴿قال﴾ أي بلسانه كفرعون، أو قلبه ﴿إني تبت الآن﴾ فبين أن ما قبل الاحتضار قريب مع الترغيب في المسارعة جداً بالتعبير بقريب ﴿ولا الذين﴾ أي وليست التوبة للذين ﴿يموتون وهم كفار﴾ حقيقة أو مجازاً، من غير أن يتوبوا، ولا عند الغرغرة، فسوى بين الفسق والكفر تنفيراً من الفسق لصعوبة النزع عنه بعد مواقعته، ولذلك جمعهما في العذاب بقوله - جواباً لمن كأنه قال: فما جزاء هذين الصنفين: ﴿أولئك﴾ أي البعداء من الرحمة، الذين لم يتوبوا إلا حال الغرغرة، والذين ماتوا مصرين ﴿أعتدنا﴾ أي هيأنا وأحضرنا ﴿لهم عذاباً﴾ ولما كان تأخير التوبة لذة نفسانية ختم بقوله: ﴿أليماً *﴾ أي نعذب به الكافرين ومن شئنا من عصاة المؤمنين، لأن توبتهم في تلك الحالة عدم، والميت من غير توبة من المؤمنين في المشيئة.
ولما انقضى ما تخلل ذكر النساء الوالدات للوراث، وختمه بهذا التهديد الهائل لمن فعل ما لا يحل له؛ وصل الكلام فيهن بأمر من فعله، فهو زان مصر على الزنى إلى الموت إن اعتقد حرمته، أو كافر


الصفحة التالية
Icon