كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجرين الأنصاري دون ذوي رحمه للأخوة التي آخى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينهم، فلما نزلت ﴿ولكل جعلنا موالي﴾ نسخت، ثم قال: ﴿والذي عاقدت أيمانكم﴾ من النصر والرفادة والنصيحة، وقد ذهب الميراث، ويوصي له».
ثم بين سبحانه وجه استحقاق بعض المفضلين، فقال - جوباً لسؤال من كأنه قال: ما للرجال فضلوا؟ - ﴿الرجال قوامون﴾ أي قيام الولاة ﴿على النساء﴾ في التأديب والتعليم وكل أمر ونهي، وبين سببي ذلك بقوله: ﴿بما فضل الله﴾ أي الذي له الحكمة البالغة والكمال الذي لا يدانى، هبة منه وفضلاً نم غير تكسب ﴿بعضهم﴾ وهم الرجال، في العقل والقوة والشجاعة، ولهذا كان فيهم الأنيباء والولاة والإمامة الكبرى والولاية في النكاح ونحو ذلك من كل أمر يحتاج إلى فضل قوة في البدن والعقل والدين ﴿على بعض﴾ يعني النساء، فقال للرجال ﴿انفروا خفافاً وثقالاً﴾ [التوبة: ٤١] وقال للنساء: ﴿وقرن في بيوتكن﴾ [الأحزاب: ٣٣].


الصفحة التالية
Icon