ترجيعاً ورداً من ردكم إلى ما يقتضيه قويم العقل من غير ملاحظة لآثار الرسالة من الكتاب والسنة، فإن في الأحكام ما لا يستقل عنهما قال: «نزلت هذه الآية ﴿أطيعوا الله﴾ في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي إذ بعثه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سرية» يعني فأمرهم أن يدخلوا في النار.
ولما كان التقدير - كما أفهمه آخر الآية وأشعر به أولها بعد أن جمع الخلق على طاعته بالطريق الذي ذكره: فمن أبى ذلك فليس بمؤمن، دل عليه بقوله معجباً مخاطباً لأكمل الخلق الذي عرفه الله المنافقين في لحن القول: ﴿ألم تر﴾ وأشار إلى بعدهم عن على حضرته بقوله: ﴿إلى الذين﴾ وإلى كذبهم ودوام نفاقهم بقوله: ﴿يزعمون أنهم آمنوا﴾ أي أوجدوا هذه الحقيقة وأوقعوها في أنفسهم ﴿بما أنزل إليك﴾ ودل على أن هذا الزاعم المنافق كان من أهل الكتاب قبل ادعاء الإسلام بقوله: ﴿وما﴾ أي ويزعمون أنهم آمنوا بما ﴿أنزل من قبلك﴾ أي من التوراة والإنجيل، قال الأصبهاني: ولا يستعمل - أي الزعم - في الأكثر


الصفحة التالية
Icon