ينهض الجبان، ويقوي الجنان، ورغبهم بما شوق إليه من نعيم الجنان؛ عجب من حال من توانى بعد ذلك واستكان، فقال تعالى مقبلاً بالخطاب على أعبد خلقه وأطوعهم لأمره: ﴿ألم تر﴾ وأشار إلى أنهم بمحل بعد عن حضرته تنهيضاً لهم بقوله: ﴿إلى الذين قيل لهم﴾ أي جواباً لقولهم: إنا نريد أن نبسط ايدينا إلى الكفار بالقتال لأن امتحاننا بهم قد طال ﴿كفوا أيديكم﴾ أي ولا تبسطوها إليهم فإنا لم نأمر بهذا ﴿وأقيموا الصلاة﴾ أي صلة بالخالق واستنصاراً على المشاقق ﴿وأتوا الزكاة﴾ منماة للمال وطهرة للأخلاق وصلة للخلائق ﴿فلما كتب عليهم القتال﴾ أي الذي طلبوه وهم يؤمرون بالصفح، كتابة لا تنفك إلى آخر الدهر ﴿إذا فريق منهم﴾ أي ناس تلزم عن فعلهم الفرقة، فأحبوا هذه الكتب بأنهم ﴿يخشون الناس﴾ أي الذين هم مثلهم، أن يضروهم، والحال أنه يقبح عليهم أن يكونوا أجراً منهم وهم ناس مثلهم ﴿كخشية الله﴾ أي مثل ما يخشون الله الذي هو القادر لا غيره.