عدم المبالغة - كما سيأتي إن شاء الله تعالى؛ ثم بين ذلك بقوله: ﴿لعنه الله﴾ أي أبعده الملك الأعلى منكل خير فبعد فاحترق.
ولما كان التقدير: فقال إصراراً على العداوة بالحسد: وعزتك لأجتهدن في إبعاد غيري كما أبعدتني! عطف عليه قوله: ﴿وقال لأتخذنَّ﴾ أي والله لأجتهدن في أن آخذ ﴿من عبادك﴾ الذين هم تحت قهرك، ولا يخرجون عن مرادك ﴿نصيباً مفروضاً *﴾ أي جزءاً أنت قدرته لي ﴿ولأضلنهم﴾ أي عن طريقك السوي بما سلطتني به من الوساوس وتزيين الأباطيل ﴿ولأمنينّهم﴾ أي كل ما أقدر عليه من الباطل من عدم البعث وغيره من طول الأعمال وبلوغ الآمال من الدنيا والآخرة بالرحمة والعفو والإحسان ونحوه مما هو سبب للتسويف بالتوبة ﴿ولآمرنهم﴾.
ولما كان قد علم مما طبعوا عليه من الشهوات والحظوظ التي هيأتهم لطاعته، وكانت طاعته في الفساد عند كل عاقل في غاية الاستبعاد؛ أكد قوله: ﴿فليبتكن﴾ أي يقطعن تقطيعاً كثيراً ﴿آذان الأنعام﴾ ويشققونها علامة على ما حرموه على أنفسهم ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾ أي الذي له الحكمة الكاملة فلا كفوء له، بأنواع التغيير من تغيير الفطرة الأولى السليمة إلى ما دون ذلك من فقء عين الحامي


الصفحة التالية
Icon