لا حياة لها ولا منفعة مما في يده، وملكه في الحقيقة لغيره، ولم يأذن فيه المالك ما لا ينتفع به المعطي.
ولما كان المقام بكثرة الاستفتاء محتاجاً إلى زيادة الاعتناء قال: ﴿قل الله﴾ آمراً معبراً بالاسم الأعظم منبهاً على استحضار ما ذكر أول السورة ﴿يفتيكم﴾ أي يبين لكم حكمه ﴿فيهن﴾ أي الآن لأن تقوموا لهن بالقسط ﴿وما﴾ أي مع ما ﴿يتلى عليكم﴾ أي تجدد فيكم تلاوته إلى آخر الدهر سيفاً قاطعاً وحكماً ماضياً جامعاً ﴿في الكتاب﴾ أي فيما سبق أول السورة في قوله: ﴿وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء﴾، وغير ذلك ﴿في يتامى النساء﴾ أي في شأن التيامى من هذا الصنف ﴿اللاّتي لا تؤتونهن﴾ أي بسبب التوقف في ذلك وتكرير الاستفتاء عنه ﴿ما كتب لهن﴾ أي ما فرض من الميراث وسائر الحقوق فرضاً وهو في غاية اللزوم ﴿وترغبون أن﴾ أي في أن أو عن أن ﴿تنكحوهن﴾ لجمالهن أو لدمامتهن ﴿و﴾ يفتيكم في ﴿المستضعفين﴾ أي الموجود ضعفهم والمطلوب إضعافهم، يمنعهم حقوقهم ﴿من الولدان﴾.
ولما كان التقدير؛ في أن تقوموا لهم بالقسط، أي في ميراثهم وسائر حقوقهم ولا تحقروهم لصغرهم؛ عطف عليه قوله: ﴿وأن تقوموا﴾ أي تفعلوا فيه من القوة والمبادرة فعل القائم المنشط ﴿لليتامى﴾


الصفحة التالية
Icon