ملتم كل الميل مع إبقاء العصمة فإن الله كان منتقماً حسيباً، عطف عليه قوله: ﴿وإن تصلحوا وتتقوا﴾ أي بأن توجدوا الإصلاح بالعدل في القسم والتقوى في ترك الجور على تجدد الأوقات ﴿فإن الله﴾ أي الذي له الكمال كله ﴿كان غفوراً رحيماً *﴾ أي محّاء للذنوب بليغ الإكرام فهو جدير بأن يغفر لكم مطلق الميل، ويسبغ عليكم ملابس الإنعام.
ولما كان من الإصلاح المعاشرة بالمعروف، ذكر قسيمه فقال: ﴿وإن يتفرقا﴾ أي يفترق كل من الزوجين من صاحبه ﴿يغن الله﴾ أي الذي له صفات الكمال ﴿كلاًّ﴾ أي منهما، أي يجعله غنياً هذه برجل وهذا بامرأة أو بغير ذلك من لطفه، وبين منشأ هذا الغني فقال: ﴿من سعته﴾ أي من شمول قدرته وغير ذلك من كل صفة كمال، ولمزيد الاعتناء بتقرير هذه المعاني في النفوس لإحضارها الشح، كرر اسمه الأعظم الجامع فقال: ﴿وكان الله﴾ أي ذو الجلال والإكرام أزلاً وأبداً ﴿واسعاً﴾ أي محيطاً بكل شيء ﴿حكيماً *﴾ أي يضع الأشياء في أقوم محالها.
ولما كان مبنى هذه السورة على التعاطف والتراحم والتواصل،