ولما أمر بالعدل على هذا الوجه أمر بالحامل على ذلك، وهو الإيمان بالشارع والمبلغ والكتاب الناهج لشرائعه المبين لسرائره الذي افتتح القصة بحقيته وبيان فائدته فقال: ﴿يا أيها الذين ءامنوا﴾ أي أقروا بالإيمان؛ ولما ناداهم بوصف الإيمان أمرهم بما لا يحصل إلا به فقال مفصلاً له: ﴿ءامنوا بالله﴾ أي لأنه أهل لذلك لذاته المستجمع لجميع صفات الكمال كلها.
ولما كان الإيمان بالله لا يصح إلا بالإيمان بالوسائط، وكان أقرب الوسائط إلى الإنسان الرسول قال: ﴿ورسوله﴾ أي لأنه المبلغ عنه سواء كان من الملك أو البشر ﴿والكتاب الذي نزل﴾ أي مفرقاً بحسب المصالح تدريجاً تثبيتاً وتفهيماً ﴿على رسوله﴾ أي لأنه المفصل لشريعتكم المتكفل بما تحتاجون إليه من الأحكام والمواعظ وجميع ما يصلحكم، وهو القرآن الواصل إليكم بواسطة أشرف الخلق ﴿والكتاب الذي أنزل﴾ أي أوجد إنزاله ومضى؛ ولما لم يكن إنزاله مستغرقاً للزمان الماضي بين المراد بقوله: ﴿من قبل﴾ من الإنجيل والزبور


الصفحة التالية
Icon