ما قبل قصصهم بقوله عفواً قديراً: ﴿إن الذين يكفرون﴾ أي يسترون ما عندهم من العلم ﴿بالله﴾ أي الذي له الاختصاص بالجلال والجمال ﴿ورسله﴾.
ولما ذكر آخر أمرهم ذكر السبب الموقع فيه فقال: ﴿ويريدون أن يفرقوا بين الله﴾ أي الذي له الأمر كله، ولا أمر لأحد معه ﴿ورسله﴾ أي فيصدقون بالله ويكذبون ببعض الرسل فينفون رسالاتهم، المستلزم لنسبتهم إلى الكذب على الله المقتضي لكون الله سبحانه وتعالى بريئاً منهم.
ولما ذكر الإرادة ذكر ما نشأ عنها فقال: ﴿ويقولون نؤمن ببعض﴾ أي من الله ورسله كاليهود الذين آمنوا بموسى عليه الصلاة والسلام وغيره إلا عيسى ومحمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكفروا بهما ﴿ونكفر ببعض﴾ أي من ذلك وهم الرسل كمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﴿ويريدون أن يتخذوا﴾ أي يتكلفوا أن يأخذوا ﴿بين ذلك﴾ أي الإيمان والكفر ﴿سبيلاً *﴾ أي طريقاً يكفرون به، وعطف الجمل بالواو - وإن كان بعضها سبباً لبعض - إشارة إلى أنهم جديرون بالوصف بكل منها على انفراده، وأن كل خصلة كافية في نسبة الكفر إليهم، وقدم نتيجتها،


الصفحة التالية
Icon