ولما أجمل تعالى ذكر النبيين فصّل فقال منبهاً على شرف من ذكرهم وشهرتهم: ﴿وأوحينا إلى إبراهيم﴾ أي أبيكم وأبيهم كذلك ﴿وإسماعيل﴾ أي ابنه الأكبر الذي هو أبوكم دونهم ﴿وإسحاق﴾ وهو ابنه الثاني وأبوهم ﴿ويعقوب﴾ أي ابن إسحاق ﴿والأسباط﴾ أي أولاد يعقوب.
ولما أجمل بذكر الأسباط بعد تفصيل مَنْ قبلهم فصّل من بعدهم فقال: ﴿وعيسى﴾ أي الذي هو آخرهم من ذرية يعقوب ﴿وأيوب﴾ وهو من ذرية عيصو بن إسحاق على ما ذكروا ﴿ويونس وهارون وسليمان﴾ ولما كان المقام للتعظيم بالوحي، وكان داود عليه الصلاة والسلام من أهل الكتاب قال: ﴿وآتينا داود زبوراً *﴾ أي وهم يدعون الإيمان به مع اعترافهم بأنه لم ينزل جملة ولا مكتوباً من السماء.
ولما تم ما اقتضاه مقام النبوة، وكان فيهم رسل، وكان ربما قال متعنت: إن شأن الرسل غير شأن الأنيباء في الوحي، قال عاطفاً على ما تقديره من معنى «أوحينا» : أرسلنا من شئنا من هؤلاء الذين قصصناهم عليك هنا إلى من شئنا من الناس: ﴿ورسلاً﴾ أي غير هؤلاء ﴿قد قصصناهم﴾ أي تلونا ذكرهم ﴿عليك﴾ ولما كان القص عليه غير مستغرق للزمان الماضي قال: ﴿من قبل﴾ أي من قبل إنزال هذه الآية ﴿ورسلاً لم نقصصهم عليك﴾ أي إلى الآن.