الرجس، أما إذا كانت لهم فبالنقص بالقوة بالبطر الموجب للعكس، وأما إذا كانت عليهم فبالنقص بالفعل الموجب للقطع بالنار. ولما كان السياق يرشد إلى أن المعنى: أحسبتم أنه لا يفعل ذلك، عادله بقوله: ﴿أم حسبتم﴾ أي يا من استكره نبينا على الخروج في هذا الوجه ﴿أن تدخلوا الجنة﴾ أي التي أعدت للمتقين ﴿ولما يعلم الله﴾ أي يفعل المحيط علماً وقدرة بالامتحان فعل من يريد أن يعلم ﴿الذين جاهدوا منكم﴾ أي أوقعوا الجهاد بصدق العزيمة، ثم أمضوه بالفعل تصديقاً للدعوى ﴿ويعلم الصابرين *﴾ أي الذين شأنهم الصبر عند الهزاهز والثبات عند جلائل المصائب تصديقاً لظاهر الغرائز، فإن ذلك أعظم دليل على الوثوق بالله ووعده الذي هو صريح الإيمان.
ولما أرشد السياق إلى أن التقدير: فلقد كنتم تقولون: لئن خرجت بنا ليبتلين الله بلاء حسناً، عطف عليه قوله: ﴿ولقد﴾ ويجوز أن يكون حالاً من فاعل ﴿حسبتم﴾ ﴿كنتم تمنون الموت﴾ أي الحرب، عبر عنها به لأنها سببه، ولقد تمنى بعضهم الموت نفسه بتمني الشهادة


الصفحة التالية
Icon