يد بعض ﴿في الأمر﴾ أي أمر الثغر المأمور بحفظه ﴿وعصيتم﴾ أي وقع العصيان بينكم بتضييع الثغر. وأثبت الجار تصويراً للمخالفة بأنها كانت عقب رؤية النصر سواء، وتبشيراً بزوالها فقال: ﴿من بعد ما أراكم ما تحبون﴾ أي من حسهم بالسيوف وهزيمتهم.
ولما كان ذلك ربما أفهم أن الجميع عصوا نفي ذلك معللاً للعصيان بقوله: ﴿منكم من يريد الدنيا﴾ أي قد أغضى عن معايبها التي أجلاها فناؤها. ولما كان حكم الباقين غير معين للفهم من هذه الجملة قال: ﴿ومنكم من يريد الآخرة﴾ وهم الثابتون في مراكزهم، لما يعرجوا على الدنيا.
ولما كان التقدير جواباً لإذا: سلطهم عليكم، عطف عليه قوله: ﴿ثم صرفكم عنهم﴾ أي لاندهاشكم إتيانهم إليكم من ورائكم، وعطفه بثم لاستبعادهم للهزيمة بعد ما رأوا من النصرة ﴿ليبتليكم﴾ أي يفعل في ذلك فعل من يريد الاختبار في ثباتكم على الدين في حالي السراء والضراء. ولما كان اختباره تعالى بعصيانهم شديد الإزعاج


الصفحة التالية
Icon