والمسكنة التي لا يصلحون معها لملك إن هم كفروا - كما سيأتي بعض ذلك في هذه السورة.
ولما ذكرهم تعالى بما ذكرهم به من النعم العامة، أتبعه التذكير بنعمة خاصة فقال: ﴿وآتاكم ما لم يؤت﴾ أي في زمانكم ولا فيما قبله من سالف الزمان - كما اقتضاه التعبير بلم ﴿أحداً من العالمين *﴾ من الآيات التي أظهرها على يد موسى عليه السلام، فأخرجكم بها من الظلمات إلى النور، والكتاب الذي جعله تبياناً لكل شيء؛ ثم أتبعه ما يقيد به هذه النعم من الشكر بامتثال الأمر في جهاد الأعداء في سياق مؤذن بالنصر معلم بأنه نعمة أخرى يجب شكرها، فلذلك وصله بما قبله وصل المعلول بالعلة فقال: ﴿يا قوم ادخلوا﴾ عن أمر الله الذي أعلمكم بما صنع من الآيات أنه غالب على جميع أمره ﴿الأرض المقدسة﴾ أي المطهرة المباركة التي حكم الله أن يطهرها بأنبيائه ورسله من نجس الشرك وضر المعاصي والإفك، ويبارك فيها، ثم وصفها بما يوجب للمؤمن الإقدام لتحققه النصر فقال: ﴿التي كتب الله﴾ أي الذي له الأمر كله فلا مانع لما أعطى ﴿لكم﴾ أي بأن تجاهدوا أعداءه فترثوا أرضهم التي لا مثل لها، فتحوزوا سعادة الدارين، وهي بيت المقدس والتي وعد


الصفحة التالية
Icon