أي ما أكرموه، وقال ابن فارس في المجمل: وأحسبته: أعطيته ما يرضيه، وحسّبته أيضاً، وأحسبني الشيء: كفاني.
ولما نهاه عن طردهم مبيناً أنه ضرر لغير فائدة، سبب عن هذا النهي قوله ﴿فتكون من الظالمين *﴾ أي بوضعك الشيء في غير محله، فإن طردك هؤلاء ليس سبباً لإيمان أولئك، وليس هدايتهم إلا إلينا، وقد طلبوا منا فيك لما فتناهم بتخصيصك بالرسالة ما لم يخف عليك من قولهم ﴿لولا أنزل عليه ملك﴾ [الأنعام: ٨] ونحوه مما أرادوا به الصرف عنك، فكما لم تقبلهم فيك فلا تقبلهم أنت في أوليائنا، فإنا فتناهم بك حتى سألوا فيك ما سألوا وتمنوا ما تمنوا ﴿وكذلك﴾ أي ومثل ما فتناهم بإرسالك ﴿فتنا﴾ أي فعلنا فعل المختبر قسراً بما لنا من العظمة ﴿بعضهم ببعض﴾ بالتخصيص بالإيمان والغنى والفقر ونحو ذلك ﴿ليقولوا﴾ أي إنكاراً لأن تفضل غيرهم عليهم احتقاراً لهم واستصغاراً ﴿أهؤلاء﴾ أي الذين لا يساووننا بل لا يقاربوننا في خصلة من خصال الدنيا ﴿منَّ الله﴾ أي على جلاله وعظمه ﴿عليهم﴾ أي وفقهم لإصابة الحق وما يسعدهم عنده وهم فيما نرى من الحقارة ﴿من بيننا﴾ فالآية ناظرة إلى ما يأتي في هذه السورة من قوله تعالى ﴿حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله﴾ [الأنعام: ١٢٤].


الصفحة التالية
Icon