واستيلائه على مجامع القلب، فلا يبقى إلا الفطرة السليمة؛ قال الإمام عبد الحق الإشبيلي في كتابه الواعي: ﴿تضرعاً﴾ أي مظهرين الضراعة، وهي شدة الفقر، وحقيقته الخشوع ﴿و﴾ قوله: ﴿خفية﴾ أي تخفون في أنفسكم مثل ما تظهرون؛ قال شمر: يقال: ضرع له وهو ضارع بيّن الضراعة، وهؤلاء قوم ضرع، أي أذلاء، وهم ضرعة أي متضرعون، والتضرع إلى الله: التخشع إليه والتذلل، وإذا كان الرجل مختل الجسم قلت: إنه لضارع الجسم بيّن الضروع، وفي الذل بين الضراعة - انتهى.
ولما بين وصفهم وقت الدعاء، بين قولهم إذ ذاك فقال: ﴿لئن أنجانا من هذه﴾ فأكدوا وخصوا وبينوا غاية البيان ﴿لنكونن من الشاكرين *﴾ أي العريقين في الشكر؛ ولما كانوا مقرين بأن فاعل ذلك هو الله، ولكنهم يكفرون نعمته، عدوا منكرين فأمره بالجواب غير منتظر لجوابهم بقوله: ﴿قل الله﴾ أي الذي له جميع العظمة ﴿ينجيكم منها﴾ أي من تلك الشدة ﴿ومن كل كرب﴾


الصفحة التالية