ولما فصل الغنم إلى ضان ومعز، أغنى ذلك عن تنويع الإبل إلى العراب والبخت والبقر إلى العراب والجواميس، - ولأن هذه يتناتج بعضها من بعض بخلاف الغنم فإنها لا يطرق أحد نوعيها الآخر - نقله الشيخ بدر الدين الزركشي في كتاب الوصايا من شرح المنهاج عن كتاب الأعداد لابن سراقة فقال: ﴿ومن الإبل اثنين﴾ أي ذكراً وأنثى ﴿ومن البقر اثنين﴾ أي كذلك ﴿قل﴾ أي لهؤلاء الذين اختلقوا جهلاً وسفهاً ما تقدم عنهم ﴿ءآلذكرين﴾ أي من هذين النوعين ﴿حرم﴾ أي حرمهما الله ﴿أم الأنثيين﴾ أي حرمهما ﴿أما﴾ أي الذي ﴿اشتملت عليه﴾ أي ذلك المحرم على زعمكم ﴿أرحام الأنثيين﴾ أي حرمهما الله.
ولما كان التقدير: أجاءكم هذا عن الله الذي لا حكم لغيره على لسان نبي؟ عادله توبيخاً لهم وإنكاراً عليهم بقوله: ﴿أم كنتم شهدآء﴾ أي حاضرين ﴿إذ وصاكم الله﴾ أي الذي لا ملك غيره فلا حكم لسواه ﴿بهذا﴾ أي كما جزمتم عليه به، أو جزمتم بالحرمة فيما حرمتموه والحل فيما أحللتموه، ولا محرم ولا محلل غير الله، فكنتم بذلك ناسبين الحكم إليه؛ ولما كان التقدير كما أنتجه السياق: لقد كذبتم على الله حيث نسبتم إليه ما لم تأخذوه عنه لا بواسطة ولا بغير واسطة، سبب عنه قوله


الصفحة التالية
Icon