كغيره إلى جمود ولا عناد.
ولما كان كأن سائلاً قال: وما هذه الملة التي تكرر مدحها والدعاء إليها؟ أجاب بقوله ليتأسى به أهل الإيمان، فليلتزموا جميع ما يدعو إليه على وجه الإخلاص: ﴿قل إن صلاتي﴾ أي التي هي لباب الدين وصفاوته ﴿ونسكي﴾ أي جميع عبادتي من الذبائح وغيرها ﴿ومحياي﴾ أي حياتي وكل ما تجمعه من زمان ومكان وفعل ﴿ومماتي لله﴾ أي الملك الأعظم الذي لا يخرج شيء عن أمره؛ ولما علم بالاسم الأعظم أنه يستحق ذلك لذاته، أعلم أنه يستحقه من كل أحد لإحسانه إليه وإنعامه عليه فقال: ﴿رب العالمين *﴾ الموجد والمدبر والموعي لهم.
ولما أعلم أنه يستحقه لذاته ووصفه، أعلم أنه يستحقه وحده فقال: ﴿لا شريك له﴾ أي ليكون لشريكه على زعمكم شيء من العبادة لما كان له شيء من الربوبية، فأبان بهذا أن وجهه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووجه من تبعه واحد لا افتراق فيه، وهو قصد الله وحده على سبيل الإخلاص كما أنه يوحد بالإحياء والإماتة فينبغي أن يوحد بالعبادة.
ولما دل على ذلك ببرهان العقل، أتبعه بجازم النقل فقال عاطفاً على ما تقديره: إلى ذلك أرشدني دليل العقل: ﴿وبذلك﴾ أي الأمر العالي من توجيه أموري إليه على وجه الإخلاص.