بذكر أحوال الأنبياء مع أممهم وأمر الخلق بالاعتبار بالأمم السالفة، وقد كان قدّم لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ذكر الأنبياء
﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾ [الأنعام: ٩٠] بسط تعالى حال من وقعت الإحالة عليه، واستوفى الكثير من قصصهم إلى آخر سورة هود إلى قوله سبحانه ﴿وكلاًّ نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك﴾ [هود: ١٢٠] فتأمل بما افتتحت به السورة المقصودة بها قصص الأمم وبما اختتمت يَلُح لك ما أشرت إليه - والله أعلم بمراده، وتأمل افتتاح سورة الأعراف بقوله ﴿فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين﴾ [الأعراف: ٧] وختم القصص فيها بقوله: ﴿فاقصص القصص لعلهم يتفكرون﴾ [الأعراف: ١٧٦] بعد تعقيب قصص بني إسرائيل بقصة بلعام ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا﴾ [الأعراف: ١٧٥]، ثم قال: ﴿ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا﴾ [الأعراف: ١٧٦] فتأمل هذا الإيماء بعد ذكر القصص، وكيف ألحق مَنْ كذب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من العرب وغيرهم بمن قص ذكره من المكذبين، وتأمل افتتاح ذكر الأشقياء بقصة إبليس وختمها بقصة بلعام وكلاهما ممن كفر على علم، وفي ذلك أعظم موعظة، قال الله تعالى إثر ذلك ﴿من يهد الله فهو المهتدي﴾ [الأعراف: ١٧٨]، فبدأ الاستجابة بنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذكر ما أنعم عليه وعلى من استجاب له فقال تعالى: ﴿المص كتاب أنزل إليك﴾ [الأعراف: ١-٢]


الصفحة التالية
Icon