عن تأسيسهم لهم الضلال ودعائهم إليه ﴿فما كان لكم علينا﴾ أي بسبب انقيادكم لنا واتباعكم في الضلال ﴿من فضل﴾ أي لنحمل عنكم بسببه شيئاً من العذاب لأنه لم يعد علينا من ضلالكم نفع وقد شاركتمونا في الكفر ﴿فذوقوا﴾ أي بسبب ذلك ﴿العذاب﴾ في سجين ﴿بما﴾ اي بسبب ما ﴿كنتم تكسبون*﴾ لا بسبب اتباعكم لنا في الكفر.
ولما جرت العادة بأن أهل الشدائد يتوقعون الخلاص، أخبر أن هؤلاء ليسوا كذلك، لأنهم أنجاس فليسوا أهلاً لمواطن الأقداس، فقال مستأنفاً لجواب من كأنه قال: أما لهؤلاء خلاص؟ وأظهر موضع الإضمار تعميماً وتعليقاً للحكم بالوصف: ﴿إن الذين كذبوا بآياتنا﴾ أي وهي المعروفة بالعظمة بالنسبة إلينا ﴿واستكبروا عنها﴾ أي وأوجدوا الكبر متجاوزين عن اتباعها ﴿لا تفتح لهم﴾ أي لصعود أعمالهم ولا دعائهم ولا أرواحهم ولا لنزول البركات عليهم ﴿أبواب السماء﴾ لأنها طاهرة عن الأرجاس الحسية والمعنوية فإذا صعدت أرواحهم الخبيثة بعد الموت مع ملائكة العذاب أغلقت الأبواب دونها ثم ألقيت من هناك إلى سجين ﴿ولا يدخلون الجنة﴾ أي التي هي أطهر المنازل وأشرفها ﴿حتى﴾ يكون ما لا يكون بأن ﴿يلج﴾ أي يدخل ويجوز ﴿الجمل﴾ على كبره ﴿في سم﴾ أي في خرق ﴿الخياط﴾ أي


الصفحة التالية
Icon