﴿وإلى ثمود﴾ أي خاصة، منع من الصرف لأن المراد به القبيلة، وهو مشتق من الثمد وهو الماء القليل، وكانت مساكنهم الحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى، أرسلنا ﴿أخاهم صالحاً﴾ ثم استأنف الإخبار عن قوله - كما مضى في هود عليه السلام فقال: ﴿قال يا قوم﴾ مستعطفاً لهم بالتذكير بالقرابة وعاطف النسابة ﴿اعبدوا الله﴾ أي الذي لا كمال إلا له ﴿ما لكم﴾ وأكد النفي بقوله: ﴿من إله غيره﴾.
ولما دل على صدقه في ذلك أنهم دعوا أوثانهم فلم تجبهم، ودعا هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربه سبحانه فأخرج لهم الناقة، علل صحة ما دعا إليه بقوله: ﴿قد جاءتكم بينة﴾ أي آية ظاهرة جداً على صدقي في ادعاء رسالتي وصحة ما أمرتكم به، وزادهم رغبة بقوله: ﴿من ربكم﴾ أي الذي لم يزل محسناً إليكم؛ ثم استأنف بيانها بقوله: ﴿هذه﴾ مشيراً إليها بعد تكوينها تحقيقاً لها وتعظيماً لشأنها وشأنه في عظيم خلقها وسرعة تكوينها لأجله.
ولما أشار إليها، سماها فقال: ﴿ناقة الله﴾ شرفها بالإضافة إلى الاسم الأعظم، ودل على تخصيصها بهم بقوله: ﴿لكم﴾ حال كونها ﴿آية﴾ أي لمن شاهدها ولمن سمع بها وصح عنده أمرها؛ ثم سبب عن ذلك قوله: ﴿فذروها﴾ أي اتركوها ولو على أدنى وجوه الترك ﴿تأكل﴾ أي من النبات و ﴿في أرض الله﴾ أي مما أنبت الله الذي له كل شيء


الصفحة التالية
Icon