﴿ولوطاً إذ قال﴾ ولما كانت رسالته إلى مدن شتى، وكأنهم كانوا قبائل شتى، قيل: كانوا خمسة وهي المؤتفكات، وقيل: كانوا أربعة آلاف بين الشام والمدينة الشريفة، قال: ﴿لقومه﴾ وقد جوزوا أن يكون العامل فيه ﴿أرسلنا﴾ و ﴿اذكر﴾ ولا يلزم من تقدير ﴿أرسلنا﴾ أن يكون إرساله في وقت تفوهه لهم بهذا القول غير سابق عليه، لأنه كما أن ذلك الزمن - المنطبق على أول قوله وآخره - وقت له فكذلك اليوم - الذي وقع فيه هذا القول - وقت له، بل وذلك الشهر وتلك السنة وذلك القرن، فإن من شأن العرب تسمية الأيام المشتركة في الفعل الواحد يوماً، قالوا: يوم القادسية، وهو أربعة أيام إن اعتبرنا مدة القتال فقط، وعدة شهور إن اعتبرنا بالاجتماع له، وكذا يوم صفين، وقال تعالى في قصة بدر ﴿وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم﴾ إلى أن قال: ﴿إذ تستغيثون ربكم﴾ إلى أن قال: ﴿إذ يغشيكم النعاس أمنة منه﴾ ﴿إذ يوحي ربك إلى الملائكة﴾ [الأنفال: ٧] وكلها إبدال من قوله: ﴿وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين﴾ ولا ريب في أن زمان الكل يكن متحداً إلا بتأويل جميع الأيام المتعلقة بالوقعة من سير وقتال وغير ذلك - والله أعلم، وعبر في قصة نوح عليه السلام ب ﴿أرسلنا نوحاً إلى قومه﴾ [الأعراف: ٥٩] ثم نسق من بعده عليه فقيل: ﴿وإلى عاد أخاهم هوداً﴾ [الأعراف: ٦٥] ﴿وإلى ثمود أخاهم صالحاً﴾ [الأعراف: ٧٣] ﴿وإلى مدين أخاهم شعيباً﴾ [الأعراف: ٨٥] وعدل عن هذا الأسلوب في قصة لوط فلم يقل:


الصفحة التالية
Icon