والقناعة ممن اتبعه بذلك، فيكون مرادهم بالعود حقيقة في الجميع.
ولما كان من الإخراج والرد مستعظماً، أخبر تعالى أنه أنكره بقوله: ﴿قال أولو﴾ أي أتخرجوننا أو تعيدوننا لو كنا راضين للإخراج والعود ولو ﴿كنا كارهين*﴾.
ولما كان العرب أبعد الناس من مطلق الكذب وأشدهم له تحامياً ومنه نفرة فكيف بالكذب على الأكابر فكيف به على الملوك فيكف به على ملك الملوك! علق الكذب على الله تعالى بالعود إلى ملتهم بقوله مستأنفاً الإخبار لمن تشوف إلى علم ما كان منه بعد هذا الكلام اللين وتوقع غيره: ﴿قد افترينا﴾ أي تعمدنا الآن بما نقوله لكم، أي من أن الله حرم الكفر والإقرار عليه ﴿على الله﴾ أي الذي له جميع العظمة ﴿كذباً﴾ ويجوز أن يكون تنوينه للتعظيم، ويجوز أن يكون للتحقير، ولكل وجه يدعو إليه المقام لا يخفى ﴿إن عدنا﴾ أي ساعة من الدهر ﴿في ملتكم﴾ أي بسكوتنا أو بسكوتي وكفر من كان ممن تبعني كافراً ﴿بعد إذ نجانا الله﴾ أي الملك الأعلى خارقاً للعادة بما كنا جديرين بالانغماس فيه متابعة للآباء والأجداد والعشيرة بما له من القدرة والعظمة ﴿منها﴾ أي إن فعلنا ذلك فقد ارتكبنا أقبح القبائح على بصيرة منا بذلك، فهو تعليق على محال عادة، وهو من وادي قول الأشتر النخعي: