﴿إن الأرض﴾ أي كلها مصر وغيرها ﴿لله﴾ أي الذي لا أمر لأحد معه، كرره تذكيراً بالعظمة وتصريحاً وتبركاً؛ ثم استأنف قوله: ﴿يورثها من يشاء من عباده﴾.
ولما أخبر أن نسبة الكل إليه واحدة، أخبر بما يرفع بعضهم على بعض فقال: ﴿والعاقبة﴾ أي والحال أن آخر الأمر وإن حصل بلاء ﴿للمتقين*﴾ أي الذين يقون أنفسهم سخط الله بعمل ما يرضيه فلا عبرة بما ترون في العاجل فإنه قد يكون استدراجاً.
ولما تشوف السامع إلى ما كان من جوابهم، أشار تعالى أن قلقهم كان وصل إلى حد لا صبر معه بقوله مستأنفاً: ﴿قالوا﴾ ولما كان الموجع هو الأذى، لا كونه من معين، بنوا للمفعول قولهم: ﴿أوذينا﴾ أي بالقتل والاستعباد.
ولما كان أذاهم غير مستغرق للزمان، أثبتوا الجارّ فقالوا: ﴿من قبل أن تأتينا﴾ أي كما تعلم ﴿ومن بعد ما جئتنا﴾ أي فما الذي أفادنا مجيئك ﴿قال﴾ مسلياً لهم وداعياً ومرجياً بما رمز إليه من قبل ﴿عسى ربكم﴾ أي الذي أحسن إلى آبائكم بما تعرفون وإليكم بإرسالي إليكم ﴿أن يهلك عدوكم﴾ فلا يهولنكم ما ترون ﴿ويستخلفكم﴾ أي ويوجد خلافتكم لهم متمكنين، لا يحكم عليكم غيركم ﴿في الأرض﴾ أي جنسها إن كنتم متقين؛ ثم سبب عن الاستخلاف قوله مذكراً لهم محذراً من