والجمال ﴿بأيديكم﴾ أي بأن تقتلوهم وتأسروهم وتهزموهم ﴿ويخزهم﴾ أي بالذل في الدنيا والفضيحة والعذاب في الأخرى.
ولما كان ذلك قولاً لا يقتضي النصر الذي هو علو العاقبة قال: ﴿وينصركم عليهم﴾ أي فترضوا ربكم بذلك لإذلالة من يعاديه بكم؛ ولما كان نكالهم بما ذكر يثمر لبعض المؤمنين سروراً لهم فيه حظ، بين تعالى أنه لا يؤثر في العمل بعد ثباته على أساس الإخلاص فقال: ﴿ويشف﴾ أي بذلك ﴿صدور قوم مؤمنين*﴾ أي راسخين في الإيمان، أسلفوا إليهم مساوىء أوجبت ضغائن وإحناً كخزاعة وغيرهم ممن أعانوا عليه أو أساؤوا إليه.
ولما كان الشفاء قد لا يراد به الكمال، أتبعه تحقيقاً لكماله قوله: ﴿ويذهب غيظ قلوبهم﴾ أي يثبت بها من اللذة ضد ما لقوة منهم من المكروه، وينفي عنها من الألم بفعل من يريد سبحانه من أعدائهم وذل الباقين ما كان قد برح بها، ولقد وفى سبحانه بما وعد به، فكانت الآية ظواهر الدلائل.
ولما كان التقدير: قاتلوهم فإنكم إن قاتلتموهم كان كذا، عطف سبحانه على أصل هذه الجملة قوله: ﴿ويتوب الله﴾ أي الملك الذي له صفات الكمال ﴿على من يشاء﴾ أي منهم فيصيروا إخواناً لكم أولياء، والمعنى قاتلوهم يكن القتال سبباً لهذه الخمسة الأشياء، وأما التوبة فتارة


الصفحة التالية
Icon