أو تعليلاً: ﴿لئن كشفت عنا الرجز﴾ أي العذاب الذي اضطربت قلوبنا وجميع أحولنا له ﴿لنؤمنن لك﴾ أي لنجعلنك آمناً من التكذيب بإيقاع التصديق، ويكون ذلك خالصاً لأجلك وخاصاً بك ﴿ولنرسلن معك﴾ أي في صحبتك، لا نجس أحداً منكم عن الآخر ﴿بني إسرائيل*﴾ أي كما سألت؛ ودل على قرب الإجابة بالفاء في قوله: ﴿فلما كشفنا﴾ أي بعظمتنا ﴿عنهم الرجز﴾ كرره تصريحاً وتهويلاً، ومددنا الكشف ﴿إلى أجل﴾ أي حد من الزمان ﴿هم بالغوه﴾ أي في علمنا ﴿إذا هم﴾ أي بضمائرهم التي تجري ظواهرهم على حسبها ﴿ينكثون*﴾.
ولما أخبر أنهم فاجؤوا النكث وكرروه، سبب عنه قوله: ﴿فانتقمنا منهم﴾ أي انتقاماً ليس كذلك الذي كنا نؤذيهم به، بل انتقام إهلاك عبرة لوصولهم بعد كشف جميع الشبه إلى مخص العناد؛ ثم فسره بقوله: ﴿فأغرقناهم﴾ بما لنا من العظمة ﴿في اليم﴾ أي في البحر الذي يقصد لمنافعة ﴿بأنهم﴾ أي بسبب أنهم ﴿كذبوا بآياتنا﴾ أي على ما لها من العظمة بما عرف من صحة نسبتها إلينا، ودل سبحانه على أنهم كذبوا بغير شبهة عرضت لهم بل عناداً بقوله: ﴿وكانوا﴾ أي جبلة وطبعاً ﴿عنها غافلين*﴾ أي يكون حالهم بعدها كحالهم قبلها، فكأنها لم تأتهم أصلاً فاستحقوا الأخذ لوقوع العلم بأن الآيات لا تفيدهم.
ولما أخبر عن إهلاكهم، عطف عليه ما صنع ببني إسرائيل فقال:


الصفحة التالية
Icon