في سوق منى وغيره في أيام الحج كل عام من المتاجر مع الغرب والعجم ما لا يكون مثله في بقعة من الأرض، والعيلة: الفاقة والافتقار، ومادتها بهذا الترتيب تدور على الحاجة وانسداد وجوه الحلية وقد تقدم أول النساء انها - لا بقيد ترتيب - تدور تقاليبها الثمانية على الارتفاع ويلزمه الزيادة والميل، ومنه تأتي الحاجة، وبرهن على ذلك في جميع الجزئيات.
ولما كان ذلك موضع تعجب يكون سبباً لأن يقال: من أين يكون ذلك الغنى؟ أجاب بقوله: ﴿قاتلوا﴾ أي أهل الأموال والغنى ﴿الذين لا يؤمنون بالله﴾ أي الذي له جميع صفات الكمال إيماناً هو على ما أخبرت به عنه رسله، ولو آمنوا هذا الإيمان ما كذبوا رسولاً من الرسل، وأيضاً فالنصارى مثلثة وبعض اليهود مثنية ﴿ولا باليوم الآخر﴾ أي كذلك، وأقل ذلك أنهم لا يقولون بحشر الأجساد ﴿ولا يحرمون ما حرم الله﴾ أي الملك الأعلى الذي له الأمر كله ﴿ورسوله﴾ أي من الشرك وأكل الأموال بالباطل وغير ذلك وتبديل التوراة والإنجيل ﴿ولا يدينون﴾ أي يفعلون ويقيمون، اشتق من الدين فعلاً ثم أضافه إلى صفته إغراقاً في اتخاذه بذلك الوصف فقال: ﴿دين الحق﴾ أي الذي أخذت عليهم رسلهم العهود والمواثيق باتباعه، ثم بين الموصول مع صلته فقال: ﴿من الذين﴾ ودل على استهانته سبحانه بهم وبراءته


الصفحة التالية
Icon