انحلالها، كل ذلك بطاعة الله في قتالهم وطلب مرضاته بنزالهم لأنه عليهم، ومن كان عليه لم يفلح، وإلى مثل ذلك إشارة بقوله في حق هؤلاء: ﴿قاتلهم الله﴾ أي أهلكهم الملك الأعظم، لأن من قاتله لم ينج منه، وقيل: لعنهم؛ روي عن ابن عباس قال: وكل شيء في القرآن مثله فهو لعن ﴿أنى يؤفكون*﴾ أي كيف ومن أين يصرفون عن الحق مع قيام الأدلة القاطعة عليه، ثم زادهم جرأة عليهم بالإشارة إلى ضعف مستندهم حيث كان مخلوقاً مثلهم بقوله: ﴿اتخذوا﴾ أي كلفوا أنفسهم العدول عن الله القادر على كل شيء وأخذوا ﴿أحبارهم﴾ أي من علماء اليهود، والحبر في الأصل العالم من أيّ طائفة كان ﴿ورهبانهم﴾ أي من زهاد النصارى، والراهب في الأصل من تمكنت الرهبة في قلبه فظهرت آثارها على وجهه ولباسه، فاختص في العرف بعلماء النصارى أصحاب الصوامع ﴿أرباباً﴾ أي آلهة لكونهم يفعلون ما يختص به الرب من تحريم ما حرموا وتحليل ما حللوا؛ وأشار إلى سفول أمرهم بقوله: ﴿من دون الله﴾ أي الحائز لجميع صفات الجلال، فكانوا يعولون عليهم ويسندون أمرهم إليهم حتى أن كانوا ليتبعونهم في الحلال والحرام و ﴿المسيح﴾ أي المبارك الذي هو أهل لأن المسيح بدهن القدس وأن يمسح غيره ﴿ابن مريم﴾ أي


الصفحة التالية
Icon