الأحد بقوله: ﴿مات﴾ وقوله ﴿أبداً﴾ متعلق بالنهي لا بالموت ﴿ولا تقم على قبره﴾ أي لأن قيامك رحمة وهم غير أهل لها، ثم علل ذلك بقوله: ﴿إنهم كفروا بالله﴾ أي الذي له العظمة كلها ولما كان الموت على الكفر مانعاً من الصلاة على الميت بجميع معانيها لم يحتج إلى التأكيد باعادة الجار فقيل -: ﴿ورسوله﴾ أي الذي هو أعظم الناس نعمة عليهم بما له من نصائحهم بالرسالة، والمعنى أنهم لعظم ما ارتكبوا من ذلك لم يهدهم الله فاستمروا على الضلالة حتى ماتوا على صفة من وقع النهي على الاستغفار لهم المشار إليها بقوله ﴿والله لا يهدي القوم الفاسقين﴾ وذلك المراد من قوله معبراً بالماضي والمعنى على المضارع تحقيقاً للخبر وأنه واقع لا محالة: ﴿وماتوا وهم﴾ أي والحال أنهم بضمائرهم وظواهرهم ﴿فاسقون*﴾ أي غريقون في الفسق.
ولما كان ابن ابيّ سبب النهي عن الاستغفار لهم، وكان ابنه عبد الله بن عبد الله من خيار المؤمنين وخلص المحسنين وكان لبعض المنافقين أبناء مثله، وكان من طبع البشر أن يذكر في كثير من مقاله غلطاً ما يندم عليه، وكان شديد الوقوف لما حف به من العلائق البدنية وشمله من العوائق بالأوهام النفسانية مع أوهامه وعوائقه قاصراً على قيوده وعلائقه، فكان لإعادة الكلام وتكريره وترديده ومزيد تقريره تأكيد في النفوس وتعزية وتثبيت في القلوب، كرر آية الإعجاب


الصفحة التالية
Icon