البغضاء ﴿أصحاب النار﴾ ولما كانت الصحبة الملازمة، بينها بقوله: ﴿هم فيها﴾ أي خاصة ﴿خالدون﴾ أي لا يمكنون من مفارقتها؛ والرهق: لحق الأمر، ومنه: راهق الغلام - إذا لحق حال الرجال؛ والقتر: الغبار، ومنه الإقتار في الإنفاق لقتله؛ والذلة: صغر النفس بالإهانة؛ والكسب: الفعل لاجتلاب النفع إلى النفس أو النفس أو استدفاع الضر.
ولما بين سبحانه مآل الفريقين، نبه على بعض مقدمات ذلك المانعة أن يشفع أحد من غير إذنه بقوله: ﴿ويوم﴾ أي وفرقنا بينهم لأنه لا أنساب هناك ولا أسباب فلا تناصر يوم ﴿نحشرهم﴾ أي الفريقين: الناجين والهالكين العابدين منهم والمعبودين حال كونهم ﴿جميعاً﴾ ثم يقطع ما بين المشركين وشركائهم فلا يشفع فيهم شيء مما يعتقدون شفاعته ولا ينفعهم بنافعة، بل يظهرون الخصومة ويبارزون بالعداوة وهو ناظر إلى قوله تعالى ﴿إنه يبدأ الخلق ثم يعيده﴾ [يونس: ٤] وإلى قوله ﴿ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم﴾ [يونس: ١٨] والحشر: الجمع بكره من كل جانب إلى موقف واحد؛ وأشار سبحانه إلى طول وقوفهم بقوله: ﴿ثم نقول للذين أشركوا﴾ أي بنا من لم يشارك في خلقهم؛ وقوله: ﴿مكانكم﴾ نقل أبو حيان عن النحوين أنهم جعلوه اسماً لأثبتوا، ورد