مجاهرة فإنه لا معارضة لي بغير الله الذي يستوي عنده السر والعلانية؛ والتعبير ب ﴿ثم﴾ إشارة إلى التأني وإتقان الأمر للأمان من معارضته بشيء من حول منه أو قوة ﴿ثم اقضوا﴾ ما تريدون، أي بتوه بتة المقضي إليه واصلاً ﴿إلي﴾.
ولما كان ذلك ظاهراً في الإنجاز وليس صريحاً، صرح به في قوله: ﴿ولا تنظرون*﴾ أي ساعة ما، وكل ذلك لإظهار قلة المبالاة بهم للاعتماد على الله لأنه لا يعجزه شيء ومعبوداتهم لا تغني شيئاً؛ ثم سبب عن ذلك قوله: ﴿فإن توليتم﴾ أي كلفتم أنفسكم الإعراض عن الحق بعد عجزكم عن إهلاكي ولم ينفعكم علمكم بأن الذي منعني - وأنا وحدي - منكم وأنتم ملء الأرض له العزة جميعاً وأن من أوليائه الذين تقدم وعده الصادق بأنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴿فما﴾ أي فلم يكن توليكم عن تفريط مني لأني سقت الأمر على ما يحب، ما ﴿سألتكم﴾ أي ساعة من الدهر، وأغرق في النفي فقال: ﴿من أجر﴾ أي على دعائي لكم يفوتني بتوليكم ولا تتهموني به في دعائكم.
ولما كان من المحال أن يفعل عاقل شيئاً لا لغرض، بين غرضه بقوله مستأنفاً: ﴿إن﴾ أي ما ﴿أجري إلا على الله﴾ أي الذي له صفات الكمال؛ ثم عطف عليه غرضاً آخر وهو اتباع الأمر خوفاً من حصول