﴿فأتبعهم﴾ أي بني إسرائيل ﴿فرعون وجنوده﴾ أي أوقعوا تبعهم أي حملوا نفوسهم على تبعهم، وهو السير في أثرهم، واتبعه - إذا سبقه فلحقه، ويقال: تبعه في الخير واتبعه في الشر. ولما أفهم ذلك، صرح به فقال: ﴿بغياً﴾ أي تعدياً للحق واستهانة بهم ﴿وعدواً﴾ أي ظلماً وتجاوزاً للحد.
ولما كان فاعل ذلك جديراً بأن يرجع عما سلكه من الوعورة، عجب منه في تماديه فقال - عاطفاً على ما تقديره: واستمر يتمادى في ذلك -: ﴿حتى﴾ ولما كانت رؤية انفراج البحر عن مواضع سيرهم مظنة تحقق رجوع الماء إلى مواضعه فيغرق، عبر بأداة التحقق فقال: ﴿إذا أدركه﴾ أي قهره وأحاط به ﴿الغرق﴾ أي الموت بالماء كما سأل موسى في أنه لا يؤمن حتى يرى العذاب الأليم ﴿قال آمنت﴾ أي أوقعت إيمان الداعي لي من التكذيب؛ ثم علل إيمانه بقوله مبدلاً من ﴿آمنت﴾ في قراءة حمزة والكسائي بالكسر مؤكداً من شدة الجزع: ﴿أنه﴾ وعلى تقدير الباء تعليلاً في قراءة الجماعة أي معترفاً بأنه ﴿لا إله إلا الذي﴾ ويجوز أن يكون أوقع ﴿آمنت﴾ على ﴿أنه﴾ وما بعدها - أي ﴿آمنت﴾ نفي الإلهية عن كل شيء غير من استثنيه من أن أعبره أو أرجع عنه.
ولما كان قد تحقق الهالك وعلم أنه لا نجاة إلا بالصدق، اراد الإعلام