أن يكون هذا راجعاً إلى ﴿بادي الرأي﴾ بالنسبة إليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما تقدم؛ ثم علل كفه عن ذلك بقوله مؤكداً لإنكارهم ظلمه على ذلك التقدير: ﴿إني إذاً﴾ أي إذا قلت لهم ذلك ﴿لمن الظالمين﴾ اي العريقين في وضع الشيء في غير موضعه؛ والخزائن: أخبية المتاع الفاخرة، وخزائن الله مقدوراته لأنه يوجد منها ما يشاء، وفي وصفها بذلك بلاغة؛ والغيب: ذهاب الشيء عن الإدراك، ومنه الشاهد خلاف الغائب، وإذا قيل: علم غيب، كان معناه: علم من غير تعليم؛ والازدراء: الاحتقار، وهو افتعال من الزراية، زريت عليه - إذا عبته، وأزريت عليه - إذا قصرت به؛ والملك أصله مألك من الألوكة وهي الرسالة.
فلما استوفى نقض ما أبرموه في زعمهم من جوابهم على غاية الإنصاف واللين والاستعطاف، استأنف الحكاية عنهم بقوله: ﴿قالوا﴾ أي قول من لم يجد في رده شبهة يبديها ولا مدفعاً يغير به: ﴿يا نوح قد جادلتنا﴾ أي اردت فتلنا وصرفنا عن آرائنا بالحجاج وأردنا صرفك عن رأيك بمثل ذلك ﴿فأكثرت﴾ أي فتسبب عن ذلك وعن تضجرنا أنك أكثرت ﴿جدالنا﴾ أي كلامنا على صورة الجدال ﴿فأتنا﴾ أي فتسبب عن ذلك وعن تضجرنا أن نقول لك: لم يصح


الصفحة التالية
Icon