﴿فيأخذكم﴾ أي فيتسبب عن ذلك أن يأخذكم ﴿عذاب قريب*﴾ أي من زمن إصابتكم لها بالسوء؛ ثم اشار إلى قرب مخالفتهم لأمره فيها بقوله مسبباً عن أوامره ونواهيه ومعقباً: ﴿فعقروها﴾ أي الناقة ﴿فقال﴾ أي عند بلوغه الخبر ﴿تمتعوا﴾ أي أنتم تعيشون ﴿في داركم﴾ أي داركم هذه، وهي بلدة الحجر ﴿ثلاثة أيام﴾ أي بغير زيادة عليها، فانظروا ماذا يغني عنكم تلذذكم وترفهكم وإن اجتهدتم فيه.
ولما كان كأنه قيل: هل في هذا الوعيد مثنوية، قال مجيباً: ﴿ذلك﴾ أي الوعد العالي الرتبة في الصدق والغضب ﴿وعد غير مكذوب*﴾ أي فيه؛ والتمتع: التلذذ بالمدركات الحسان من المناظر والأصوات وغيرها مما يدرك بالحواس، وسميت البلاد داراً لأنها جامعة لأهلها - كما تجمع الدار - ويدار فيها، وأشار إلى تعقب العذاب للأيام وتسببه عن الوعيد المعين بقوله: ﴿فلما جاء أمرنا﴾ بالفاء بخلاف ما في قصة هود وشعيب عليهما السلام، أي مع مضي الأيام كان أول ما فعالنا أن ﴿نجينا﴾ بنا لنا من العظمة أولياءنا ﴿صالحاً والذين آمنوا معه﴾ من كيد قومهم، وبين أن إحسانه سبحانه لا يكون إلا فضلاً منه بقوله: ﴿برحمة منا﴾ وذلك أنه عليه السلام قال لهم: تصبحون


الصفحة التالية
Icon