معناها الإيذان بورود الأمر الفظيع كما تقول العرب: يا للدواهي! أي تعالين فإنه من أحيانك فحضور ما حضر من أشكالك.
ولما كان ما بشرت به منكراً في نفسه بحسب العادة قالت: ﴿ءَألد وأنا﴾ أي والحال أني ﴿عجوز وهذا﴾ أي من هو حاضري ﴿بعلي شيخاً﴾ ثم ترجمت ذلك بما هو نتيجته فقالت مؤكدة لأنه - لما له من خرق العوائد - في حيز المنكر عند الناس: ﴿إن هذا﴾ أي الأمر المبشر به ﴿لشيء عجيب﴾ فكأنه قيل: فماذا قيل لها؟ فقيل: ﴿قالوا﴾ أي الملائكة متعجبين من تعجبها ﴿أتعجبين من أمر الله﴾ أي الذي له الكمال كله، وهو لا ينبغي لك لأنك معتادة من الله بما ليس لغيركم من الخوارق، والعجب إنما يكون مما خرج عن أشكاله وخفي سببه، وأنت - لثبات علمك بالسبب الذي هو قدرة الله على كل شيء وحضوره لديك مع اصطفاء الله لكم وتكرر خرقه للعوائد في شؤونكم - لست كغيرك ممن ليس كذلك؛ ثم عللوا إنكارهم لتعجبها بقولهم: ﴿رحمت الله﴾ أي كرامة الذي له الإحاطة بصفات الجلال والإكرام ﴿وبركاته﴾ أي خيراته النامية الثابتة ﴿عليكم﴾ وبينوا خصوصيتهم بإسقاط أداة النداء مدحة لهم فقال: ﴿أهل البيت﴾ قد تمرنتم على مشاهدة العجائب لكثرة ما ترون من آثاره بمثل ذلك


الصفحة التالية
Icon