إلى الربط بالفاء، أي ونحن مهلكوهم وقالبوا مدنهم بهم ﴿فأسر﴾ أي سر بالليل ماضياً ﴿بأهلك﴾ موقعاً ذلك السير والإسراء ﴿بقطع﴾ أي بطائفة، أي والحال أنه قد بقي عند خروجك جانب ﴿من الَّيل ولا يلتفت﴾ أي ينظر إلى ورائه ولا يتخلف ﴿منكم أحد﴾ أي لا تلتفت أنت ولا تدع أحداً من أهلك يلتفت ﴿إلا امرأتك﴾ استثناء من «أحد» بالرفع والنصب لأن المنهي كالمنفي في جواز الوجهين، والنهي له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالفعل بالنسبة إليه منهي، وبالنسبة إليهم منفي. ويمكن أن يكون أخرجها معه لأن معنى الاستثناء أنه غير مأمور بالإسراء بها إلا أنه منهي عنه، واستثناءها من الالتفات معهم مفهم أنه لا حجر عليه في الإسراء بها، أو أنه خلفها فتبعتهم والتفتت، فيكون قراءة النصب من ﴿أهلك﴾، وقراءة الرفع من ﴿أحد﴾ ولا يلزم من ذلك أمرها بالالتفات بل مخالفتها للمستثنى منه في عدم النهي، ولذلك عللوا ما أفهمه إهمالها من الإسراء والنهي من أنها تلتفت بقولهم مؤكدين لأن تعلق الأمل بنجاتها شديد رحمة لها: ﴿إنه﴾ أي الشأن ﴿مصيبها﴾


الصفحة التالية
Icon