الطائعين في النار، ولكنه كما ثبت ذلك ليعتقد لكونه من صفة الكمال ثبت أنه لا يفعل ذلك سبحانه ولا يبدل القول لديه لأن ذلك من صفات الكمال أيضاً مع أن في ختم الآية بذلك ترجية لأهل النار في إخراجهم منها زيادة في عذابهم.
ولما تم أمر الأشقياء، عطف عليه قسيمهم فقال: ﴿وأما الذين سعدوا﴾ أي فازوا بمطالبهم وتيسر أمرهم ﴿ففي الجنة﴾ أي التي صارت معلومة من الدين بالضرورة ﴿خالدين فيها﴾ دائماً أبداً ﴿ما دامت السماوات والأرض﴾ على ما جرت به عادة العرب في إرادة التأبيد بلا آخر بمثل هذا ﴿إلاّ ما شآء ربك﴾ وأدل دليل على ما قلت في الاستثناء قوله: ﴿عطاء﴾ هو نصب على المصدر ﴿غير مجذوذ﴾ أي مقطوع ولا مكسور ولا مفصول - لعطاء من الأعطية ولا مفرق ولا مستهان به: لأنهم لو انفكوا من النعيم حقيقة أو معنى ولو لحظة لكان مقطوعاً أو منقوصاً؛ وفي الختم بذلك من الجزم بالدوام طمأنينة لأهل الجنة زيادة في نعيمهم عكس ما كان لأهل النار؛ قال أبو الحسن الرماني: والزفير: ترديد النفس مع الصوت حتى تنتفخ الضلوع، وأصله الشدة من المزفور الخلق، والزفر: الحمل على الظهر، لشدته، والزفر: السيد لأنه يطيق حمل الشدائد، وزفرت النار - إذا سمعت لها صوتاً في شدة توقدها، والشهيق: صوت فظيع يخرج من الجوف بمد النفس، وأصله الطول المفرط من قولهم: جبل شاهق