يقع تفسيره في ثماني مجلدات كبار، وهو مطبوع ومتداول بين أهل العلم، ومعتبر عندهم المرجع الأول والأهم لمن يريد أنْ يقف على وجوه الإعراب لألفاظ القرآن الكريم، إذ إنَّ الناحية اللُّغويّة هي أبرز ما فيه من البحوث التي تدور حول آيات القرآن الكريم، إلاَّ أنَّه مع ذلك لم يهمل ما عداها من النواحي التي لها اتصال بالتَّفسير، فهو يتكلّم عن المعاني ويذكر أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والقراءات، والنواحي البلاغيّة، والفقهيّة عندما يمرّ بآيات الأحكام، مع ذكره لِمَا جاء عن السلف ومَنْ تقدّمه من الخَلَف في ذلك.
هذا وإنَّ أبا حيان يعتمد في أكثر نقول كتابه على كتاب (التَّحرير والتَّحبير) لأقوال أئمة التَّفسير الذي جمعه جمال الدين أبو عبد الله المعروف بابن النقيب، إذ هو أكبر كتاب صنّف في علم التَّفسير، يبلغ في العدد مائة سفراً أو ما يقرب من ذلك، ولا يوافق ابن حيان صاحب الكتاب فيما نقله عن غلاة الصوفيّة.
[٦] غرائب القرآن ورغائب الفرقان:
لمؤلّفه العلاّمة الشهير نظام الدين الحسن بن محمد الحسين الخراسانيّ، النيسابوريّ. كان ـ رحمه الله تعالى ـ من أساطين العلم، ملماً بالعلوم العقليّة، جامعاً لفنون اللُّغة العربيّة، له القدم الرّاسخ في صناعة الإنشاء والمعرفة الوافرة بعلم التَّأويل والتَّفسير، وهو معدود في عداد كبار الحُفّاظ والمقرئين، أمّا تاريخ وفاته فلم يعثر عليه، وكلّ ما عثر عليه أنَّه من علماء رأس المائة التاسعة على قرب من درجة الحافظ ابن حجر وقرنائه من علماء ذلك العصر.
اختصر النيسابوريّ تفسيره من (التَّفسير الكبير) للفخر الرازيّ، وضمّ إلى ذلك جلّ ما جاء في (الكشّاف) وغيره من التَّفاسير، وما فتح الله به عليه من الفهم لمحكم كتاب الله، كذلك ضمّنه ما ثبت لديه من تفاسير سلف هذه الأُمَّة من الصحابة والتابعين.


الصفحة التالية
Icon