فسر ابن عقيل [إلى] في هذه الآية بمعنى: [مع]، وهو قول الجماعة كما قال ابن الجوزي (١)، وروي عن السدي، وابن جريج (٢)، وغيرهم، و[إلى] تقارب معنى [مع] في اللغة، وذلك إذا ضممت شيئاً إلى آخر (٣)، كقوله تعالى :¼ ‚WپWè Nv... éSTصS{ وقد حسّن هذا المعنى الطبري حيث يقول :( وإنما حسن أن يقال :¼ ّVضXM... $JًY/@... " بمعنى : مع الله ؛ لأن من شأن العرب إذا ضموا الشيء إلى غيره، ثم أرادوا الخبر عنهما بضم أحدهما مع الآخر إذا ضم إليه، جعلوا مكان [ مع ] [ إلى ] أحياناً ) (٥).
والقول الثاني :
أن [إلى] على حقيقتها (٦)، واختلفوا في التقدير :
فقال مجاهد في معنى من أنصاري إلى الله، أي :( من يتبعني إلى الله ) (٧).
وقال الحسن :( معناه من أنصاري في السبيل إلى الله ) (٨).
وقيل : متعلق بمحذوف حالاً من الياء، أي : من أنصاري حال كوني ذاهباً إلى الله ملتجئاً إليه (٩).
وقيل : إن أنصاري مضمن معنى الضم ؛ لتبقى [إلى] على بابها، أي من يضم نصره إلى نصر الله (١٠).

(١) ينظر : زاد المسير ١/ ٣٢٠.
(٢) جامع البيان ٥/ ٤٣٧.
(٣) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/ ٤١٦، لسان العرب ١٤/ ٢٣٨، القاموس المحيط ١/ ١٧٣٨.
(٤) الجامع لأحكام القرآن ٤/ ٦٢.
(٥) جامع البيان ٥/ ٤٣٦.
(٦) قال القرطبي بعد ذكر أقوال من قال هي على بابها :( وهو الجيد ) ٤/ ٦٣.
(٧) ينظر : فتح الباري ٨/ ٦٤١، الدر المنثور ٢/ ٢٢٣.
(٨) ينظر : النكت والعيون ١/ ٣٩٥، الجامع لأحكام القرآن ٤/ ٦٢.
(٩) ينظر : الكشاف ١/ ٣٩٣، التسهيل ١/ ١٤٦، تفسير أبي السعود ١/ ٣٧٣، تفسير القاسمي ٢/ ٣٢٢، إعراب القرآن الكريم وبيانه لدرويش ١/ ٤٤٦.
(١٠) ينظر : النكت والعيون ١/ ٣٩٥، التحرير والتنوير ٣/ ٢٥٥، وينظر أيضاً : المراجع السابقة.


الصفحة التالية
Icon