قال ابن عقيل :( فلعمري إنها مزية وحجة في البداية بذكرهم، لكن ما أراد به الترتيب بدليل أنه قد روي عن النبي - ﷺ - أنه قال يوم بنيان المسجد وهو يحمل اللبن :" لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة " (١)، ولو عقل منها الترتيب، لما خالف ترتيب القرآن ) (٢).
ومما يلاحظ في استدلال ابن عقيل بالسنة ما يلي :
١- اهتمامه بأدلة السنة في التفسير وغيره من العلوم.
٢- ذكر عدد من الأحاديث في الموضوع الواحد (٣).
٣- أنه لا يعزو الحديث لمن أخرجه في الغالب (٤).
٤- يذكر في أحيان قليلة صحابي الحديث (٥).
٥- ذكره للأحاديث بالمعنى كثير، وأحياناً بالإشارة إلى ما اشتهر به الحديث فقط (٦).
٦- أنه يستشهد بالأحاديث الضعيفة دون بيان ضعفها (٧)، ولذلك قال ابن رجب عن ابن عقيل :( وكان يخونه قلة بضاعته في الحديث، فلو كان متضلعاً من الحديث والآثار، ومتوسعاً في علومها لكملت له أدوات الاجتهاد... ولكن الكمال لله ) (٨)، وقال ضمن ترجمته لابن الجوزي :( وكان ابن عقيل بارعاً في الكلام، ولم يكن تام الخبرة بالحديث والآثار، فلهذا يضطرب في هذا الباب، وتتلون فيه آراؤه، وأبو الفرج تابع له في هذا التلون ) (٩).
المبحث الثالث
تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين، وفيه مطلبان :
المطلب الأول : تخصيص العموم.
المطلب الثاني : دفع موهم التناقض.
المطلب الأول
تخصيص العموم :
(٢) الواضح ٣/ ٣٠٧.
(٣) ينظر : الواضح ٤/ ٥٠، ١٤٥.
(٤) ينظر : الواضح ١/ ١٩٣.
(٥) ينظر : الواضح ٣/ ٣٧٩.
(٦) ينظر : الواضح ٢/ ٨، ٤/ ٥٠.
(٧) ينظر : الواضح ٤/ ٥٠.
(٨) الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٥٧.
(٩) الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٤١٤.