أما الصورة الرابعة التي فيها الخلاف فهي : إذا كانت علامة الذكور فيه واضحة بينة، كجمع المذكر، نحو : المؤمنين، وقد اتفق أهل اللغة على تغليب جمع الذكور مع دخول النساء فيه. قال ابن منظور (١) :( وإنما المستجاز من ذلك رد التأنيث إلى التذكير ؛ لأن التذكير هو الأصل بدلالة أن الشيء مذكر وهو يقع على المذكر والمؤنث فعلم بهذا عموم التذكير وأنه هو الأصل الذي لا ينكر ) (٢).
ونُقل عن بعض اللغويين أن هذا قول جميع النحويين (٣).
أما اختلاف العلماء ففي مسألة اندراج النساء تحت لفظ جمع المذكر ؛ هل هو بالتغليب أو بأصل الوضع ؟
فقد ذهب ابن عقيل وجماعة من الحنابلة كالقاضي أبي يعلى وابن قدامة (٤) ورواية عن الإمام أحمد وهو قول لابن داود (٥) إلى أن دخول النساء في جمع المذكر بأصل الوضع واستدلوا بأدلة من أهمها : استخدام العرب والآية التي معنا.
(٢) لسان العرب ٢/ ٥٧.
(٣) لسان العرب ٩/ ٩. وأشار إلى الاتفاق القاضي أبو يعلى الحنبلي في العدة ٢/ ٣٥٣، وابن النجار في شرح الكوكب المنير ٣/ ٢٣٧.
(٤) ينظر : العدة ٢/ ٣٥١، روضة الناظر ٢/ ١٤٨.
(٥) هو محمد بن داود بن علي الظاهري أبو بكر الأصبهاني، ولد داود الظاهري، أحد أذكياء زمانه، مات سنة ٢٩٧هـ، له ترجمة في : تاريخ بغداد ٥/ ٢٥٦، شذرات الذهب ٢/ ٢٢٦.