وقد يحيل على الموضع الأول من غير تفسيرها مثال ذلك : قوله :" والعرب تدخل الواو في جواب فلمّا و( حتى إذا ) وتلقيها، فمن ذلك قول الله تعالى ﴿ حَتّى إذا جَاؤُوهَا فُتِحَت ﴾ (١) وفي موضع آخر ﴿ وفُتِحَت ﴾ (٢) وكلٌ صواب، وفي قراءة عبدالله ﴿ فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجِهَازِهِم وجَعَلَ السِقَايَةَ﴾ (٣) وفي قراءتنا بغير واو، وقد فسرناه في الأنبياء " (٤).
ـ كما أنه يبين إجماع القراء على قراءة ما، ثم يبين ما يتوجه عليها من معنى، بيان ذلك :
(أ)- ﴿فمِنْهَا رَكُوبُهُم﴾ (٥) اجتمع القراء على فتح الراء لأن المعنى : فمنها ما يركبون، ويقوّي ذلك أن عائشة قرأت ﴿فَمِنْهَا رَكُوبَتُهُم ﴾ ولو قرأ قارئ : فمنها رُكوبهم، كما تقول : منها أكلهم وشربهم ورُكوبهم كان وجهاً " (٦).
(ب)- وقد اجتمع القراء على كسر (إنا) في قوله :﴿ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرآنًا عَجَبًا ﴾ (٧) واختلفوا فيما بعد ذلك " (٨).
ـ أنه يبين ويعلل مجيء قراءة في موضع واختلافها عن بقية المواضع. مثاله :" وسألت القراء عن ﴿شان ﴾ فقال : أهمزة في كل القرآن إلا في سورة الرحمن ؟ لأنه مع آيات غير مهموزات، وشانه في كل يوم أن يميت ميتاً، ويولد مولوداً، ويغني ذا، ويفقر ذا، فيما لا يحصى من الفعل " (٩).

(١) سورة الزمر : أية رقم ٧١.
(٢) سورة الزمر : أية رقم ٧٣
(٣) سورة يوسف : أية رقم ٧٠.
(٤) سورة يوسف : أية رقم ٧٠.
(٥) سورة يس : أية رقم ٧٢
(٦) معاني القرآن، ( ج٢/ ٣٨١ ).
(٧) سورة الجن آية رقم ١
(٩) معاني القرآن، ( ج٣ / ١١٣ ).


الصفحة التالية
Icon