(أ) - قوله ﴿ قُل هَل تَرَبَّصُونَ بِنَا إلاَّ إِحْدَى الحُسْنَيَيَنِ﴾ (١). قال :"والعرب تدغم اللام من (هل) و (بل) عند التاء خاصة، وهو في كلامهم عالٍ كثير. يقول : هَل تدري، وهتَّدري، فقرأها القراء على ذلك، وإنما استحبّ في القراءة خاصة تبيان ذلك. لأنهما منفصلان ليسا على حرف واحد، وإنما بني القرآن على الترسل والترتيل وإشباع الكلام، فتبيانه أحب إلي من إدغامه، وقد أدغم القراء الكبار، وكلٌ صواب " (٢).
١٢ـ أنه يختار لكونه أكثر استعمالاً مثاله : وقوله :﴿ وهُم يَخِصِّمُون ﴾ (٣) قرأها يحيى بن وثاب ﴿ يخصِمُون ﴾ وقرأها عاصم ﴿ يَخِصِّمون ﴾ ينصب الياء، ويكسر الخاء، ويجوز نصب الخاء لأن التاء كانت تكون منصوبة، فنقل إعرابها إلى الخاء، والكسر أكثر، وأجود وقرأها أهل الحجاز ﴿ يَخْصّمون ﴾ يشددون، ويجمعون بين ساكنين، وهي في قراءة أبيّ بن كعب ﴿ يختَصِمون ﴾ فهذه حجة لمن يشدد، وأما معنى يحي بن وثّاب فيكون على معنى يَفْعَلُون من الخصُومة كأنه قال : وهم يتكلمون، ويكون على وجه آخر: وهم يخصمون، وهم في أنفسهم يخصمون من وعدهم الساعة، وهو وجه حسن أي تأخذهم الساعة، لأن المعنى : وهم عند أنفسهم يَغلبون من قال لهم : إن الساعة آتية " (٤).
٩ـ يختار قراءة لكونها قراءة الجمع من الصحابة.
(أ)- قوله :﴿ بَلْ عَجِبتَ ويَسْخَرُونَ ﴾ (٥) قرأها الناس بنصب التاء ورفعها، والرفع أحب إليَ لأنها قراءة عَلِيّ، وابن مسعود، وعبدالله بن عباس (٦).
(ب)-
١٤ـ قد يختار قراءة لأنها قراءة شيخه الكسائي.
(٣) سورة يس : أية رقم ٤٩.
(٤) معاني القرآن، ( ج٢ / ٣٧٩ )
(٥) سورة الصافات : أية رقم ١٢.
(٦) معاني القرآن، ( ج٢/ ٣٨٤ ).