على حدا اعتدال بينهما فإذا عرفت ذلك تبين لك أيضاً معنى قوله ( شديدها لفظ أجد قط بكت ) فأجد أمر من الإجادة وقط منون مجرور مخفف بمعنى حسب وبكت مجرد التبكيت يقال بكته إذا غلبه بالحجة والمراد بها هنا أن الحروف المتصفة بالشدة مجموعة في الكلمات الثلاث مركبة منها وهي الهمزة والجيم والدال المهملة والقاف والطاء المهملة والباء الموحدة والكاف والتاء المثناة من فوق فما عداها وما عدا اللينة التي ذكرها في قوله ( وبين رخو والشديد ) أي ما بينهما حروف خمسة يجمعها تركيب ( لن عمر ) كلها حروف رخوة والشدة في اللغة القوة وسميت شديدة لمنعها الصوت أن يجري معها لأنها قويت في مواضعها فلزمته الشدة والرخوة مثلثة الراء والكسر أشهر والرخاوة في اللغة اللين وسميت بذلك لجري النفس والصوت معها حتى لانت عند النطق بها وضعف الاعتماد عليها ثم الحروف التي بين الرخوة والشدة خمسة يجمعها قولك " لن عمر " بكسر اللام أمر من لان يلين وعمر منادي بحذف حرف النداء وهذا التركيب أولى من جمع بعضهم في لم نزع ومما وقع في الشاطبية من قوله عمر نل مع ما فيه من خلوص المبنى وخلاصة المعنى كما لا يخفى وهي اللام والنون والعين المهملة والميم والراء وإنما وصفت بذلك لأن الرخوة إذا نطق بها في نحو اجلس وافرش جرى معها الصوت والنفس @ عند سكونها والشديدة إذا نطق بها في نحو اضرب واقعد انحبس الصوت والنفس معها ولم يجريا والتي بين الرخوة والشدة إذا نطق بها في نحو انعم واعمل لم يجر الصوت والنفس معها جريانهما مع الرخوة ولم ينحبس انحباسهما مع الشدة هذا وقد قال ابن الحاجب في الشافية المجهورة ما ينحصر أي ينقطع جرى النفس مع تحركه والمهموسة بخلافها وخالف بعضهم فجعل الضاد والظاء والذال أي المعجمات والزاي والعين والغين والباء أي الموحدة من المهموسة والنكاف والتاء أي المنقوطة بنقطتين من فوق من المجهورة ورأى أن الشدة تؤكد الجهر والشديدة ما ينحصر جرى صوته عند


الصفحة التالية
Icon