المتقابلة قوية وخمساً منها ضعيفة فالقوية الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق والإصمات والضعيفة الخمس المقابلة وهي الهمس والرخاوة والاستفالة والانفتاح والذلق وأما السبع المفردة فكلها قوية إلا اللين ثم كل حرف من التسعة والعشرين لا بد أن يتصف بخمس من الصفات العشرة فما جمع جميع الصفات القوية كالطاء المهملة فهو أقوى الحروف وما جمع جميع الصفات الضعيفة فهو أضعفها كالهاء والفاء وما اجتمع فيه الأمران فهو متوسط فيها وضعفه وقوته بحسب ما تضمنه منها ( والأخذ بالتجويد حتم لازم ) جمع بينهما تأكيداً للوجوب وجعل الشيخ زكريا الثاني تفسيراً للأول بناء على أنه عطف بيان وقدر بعدهما للقارئ لأن الحكم ليس على إطلاقه والأظهر أن يقال تقديره وأخذ القارئ بتجويد القرآن وهو تحسين ألفاظه بإخراج الحروف من مخارجها وإعطاء حقوقها من صفاتها وما يترتب على مفرداتها ومركباتها فرض لازم وحتم دائم ثم هذا لا خلاف في أنه فرض كفاية والعمل به فرض عين في الجملة على صاحب كل قراءة ورواية ولو كانت القراءة سنة وأما دقائق التجويد على ما سيأتي بيانه فإنما هو من مستحسناته فالأظهر أن المراد هنا بالحتم أيضاً الوجوب الاصطلاحي المشتمل على بعض أفراده من الوجوب الشرعي لا الجمع بني الحقيقة والمجاز أو استعمال المعنيين بالاشتراك كما ذهب إليه الشراح من الشافعية فإن اللحن على نوعين جلي وخفي فالجلي خطأ يعرض للفظ ويخل بالمعنى والإعراب كرفع المجرور ونصبه ونحوهما سواء تغير المعنى به أم لا والخفي خطأ يخل بالحرف كترك الإخفاء والقلب والإظهار والإدغام والغنة وكترقيق المفخم وعكسه ومد القصور وقصر الممدود وأمثال ذلك ولا شك أن هذا النوع مما ليس بفرض عين يترتب عليه العقاب الشديد وإنما فيه خوف العقاب والتهديد وأما تخصيص الوجوب بقراءة القرآن كما ذكره بعض الشراح فليس مما يناسب المرام في هذا المقام ( من لم يجود القرآن آثم ) أي من لم يصحح كما في نسخة صحيحة