والأوراد والوظيفة والأداء الأخذ عن الشيوخ والقراءة أعم ذكره ابن المصنف والأخذ عن الشيوخ على نوعين : أحدهما أن يسمع من لسان المشايخ وهو طريقة المتقدمين وثانيهما أن يقرأ في حضرتهم وهم يسمعونها وهذا مسلك المتأخرين واختلف أيهما أولى والأظهر أن الطريقة الثانية بالنسبة إلى أهل زماننا أقرب إلى الحفظ وبهذا تبين بطلان قول الشارح انصري والحق أن الأداء القراءة بحضرة الشيوخ عقيب الأخذ من أفواههم لا الأخذ نفسه ثم التجويد على ثلاث مراتب ترتيل وتدوير وحدر @ فالترتيل هو تؤدة وتأن وهو مختار ورش وعاصم وحمزة والحدر هو الإسراع وهو مختار قالون وابن كثير وأبي عمرو والتدوير هو التوسط بينهما وهو مختار ابن عامر والكسائي وهذا كله إنما يتصور في مراتب الممدود وأما ما ذكره ابن المصنف من أن إسكان المرتل وتحريكه وتشديده ومده أتم وكذلك المتوسط بالنسبة إلى الحادر فهو غير الظاهر وخلاف المتبادر ( وهو إعطاء الحروف حقها من صفة لها ومستحقها ) بفتح الحاء عطفاً على حقها ومن بيانية لما قبلها وهذا تعريف التجويد وما سبق نعت له أي التجويد هو إعطاء الحروف بعد إحسان مخارجها وتمكينها في محايزها حقها من كل صفة من صفاتها المتقدمة وإعطائها مستحقها من تفخيم وترقيق وسائر أوصافها الآتية والفرق بين حق الحروف ومستحقها أن حق الحرف صفته اللازمة له من همس وجهر وشدة ورخاوة وغير ذلك من الصفات الماضية ومستحقها ما ينشأ عن هذه الصفات كترقيق المستفل وتفخيم المستعلى ونحو ذلك من ترقيق الراءات وتفخيم بعضها وكذا حكم اللامات ويدخل في الثاني ما ينشأ من اجتماع بعض الحروف إلى بعض مما حكموا عليه بالإظهار والإدغام الإخفاء والقلب والغنة والمد والقصر وأمثال ذلك فالحق صفة اللزوم والمستحق صفة العروض هذا ولا يخفى أن إخراج الحرف من مخرجه أيضاً داخل في تعريف التجويد كما صرح به الناظم في كتاب التمهيد فكان ينبغي أن يذكر فيه وقد أشرنا إلى جواب لطيف في ضمن